محمد الشاكر: أهدف لمنافسة مواقع الطقس العالمية

محمد الشاكر يشرح الحالة الجوية

أنهى المتنبئ الجوي محمد الشاكر دراسته من كلية الصيدلة، ولكنه لم يترك عشقه لمهارات التنبؤ الجوي.

أحب الشاكر الطقس منذ الطفولة، وتتلمذ على أيدي خبراء في جامعات ومراكز مهمة، وعندما بدأ بمشاركة الناس قراءاته، تعرض للهجوم والرفض من الدوائر الرسمية، وعدم ثقة من المواطنين، لكنه استطاع بالجهد والدراسة والمثابرة أن يصبح هو وموقعه الالكتروني في الوقت الحاضر، مرجعاً للحالة الجوية للعديد من المحطات الأردنية التلفزيونية والإذاعية، وللكثير من المواطنين داخل الأردن وخارجه.

يتحدث الشاكر ل “أقلام المعهد” عن تجربته بلسان الناجح، ويصف خططه القائمة والمستقبلية في حوار هذا نصه:

من أول من أعطى محمد الشاكر فرصة للظهور كمتنبىء جوي؟

أول فرصة للظهور كانت وأنا في المدرسة على موقع عمون الإخباري، ولهذا قصة.

عندما كنت في الصف الأول ثانوي تحدثت مع وكالة الأنباء الأردنية وأرسلتُ إلى موقع عمون الإخباري، لأحذرهم أنه في يوم ٢٠٠٦/٠٢/٠٢ ستحدث عواصف رعدية مفاجئة وتساقط غزير للأمطار في جنوب الأردن.

أرسلتُ هذه الأخبار قبل ٤ أيام من العاصفة، وكان ما يقلقني أن الأجواء ربيعية ولا تدل على عواصف، وأن ذلك اليوم عطلة رسمية وسيتواجد عدد كبير من الناس والعائلات في الجنوب في رحلات سياحية. لم ألقَ تجاوباً من أي طرف، وفعلاً حصلت العاصفة ومات يومها ٧ أشخاص وتحاصر عدد كبير من الناس مما استدعى تدخل الملك بأن أصدر الأوامر بإنقاذ المحاصرين بطائرته.

عاودت وكالة الأنباء الأردنية الاتصال بي لتسألني عن مصدر معلوماتي، وعندما أخبرتهم أنني متنبىء جوي وحاصل على شهادة بذلك من جامعة بنسلفانيا، شعرتُ أنهم اقتنعوا بما لدي ولكن لم تكن عندهم الجرأة لأخذ أية معلومات مني عن الحالة الجوية، بل إن عدداً منهم كان يتصل بي لمعرفة حالة الطقس ولكن دون النشر.

وكالة عمون الإخبارية كانت أجرأ، وأصبحتُ أنا مصدر معلوماتهم عن الحالة الجوية حتى دون معرفتي شخصياً أو التحدث معي، فقد كانت علاقتي بهم عن طريق البريد الالكتروني.

بماذا تصف مرحلة ال٦سنوات الماضية التي انتقلت فيها من هاوٍ لقراءة الحالة الجوية إلى شخص له متابعين يثقون به، ومتنبىء جوي معتمد لدى العديد من المحطات الإذاعية والتلفزيونية؟

أستطيع أن أقول وبكل وضوح لجميع الشباب الذين يملكون مواهب وقدرات أو حتى شغف في موضوع ما، أن لا ينتظروا الدعم من أي جهة، وأنا هنا أتحدثُ عن الدعم المعنوي أيضاً ولا أتحدث عن الدعم المادي فقط.

قابلتُ الملك عبدالله في شهر ٦ العام الماضي، وسألني عن الأمور التي واجهتني في طريقي، فقلت له وبكل وضوح، أنني لم أتلقَ أي دعم من الحكومة أو من أي جهة أخرى، وأنني دعمتُ نفسي بنفسي مادياً ومعنوياً، فنظر الملك إلى رئيس الوزراء وقتها، معروف البخيت، وقال له: سامع يا معروف !

ما أريد قوله أن الشباب بحاجة لدعم حكومي ولو حتى معنوياً لأن المواهب والطاقات الأردنية موجودة ولكن ينقصها من يحسن تقييمها ويأخذ بيدها حتى تتطور وتفيد الوطن أيضاً، وأتذكر الشاب الطفيلي الذي سافر إلى أمريكا عندما لم يجد دعماً محلياً، وهو الآن يملك أكبر شركة للطاقة الشمسية في الولايات المتحدة، وعاد بعدها للأردن بعقد مع الحكومة.

هاجمتك دائرة الأرصاد الجوية منذ بدايتك وفي أكثر من مكان، ماهو أثر هذا الهجوم عليك الآن بعد النجاح الذي حققته؟

لم يعد له أثر كبير الآن بعد أن انتقلتُ من المرحلة المحلية إلى المرحلة الإقليمية في التنبؤ الجوي، ومشكلتي كانت مع الإدارة ولم تكن مع المتنبئين الجويين. لم يكن أساس المشكلة أنني أتنبؤ بالحالة الجوية بشكل خاطئ بل كانت خوفاً من منافسٍ قد يقول عكس ما تُصدر دائرة الأرصاد الجوية، وقد تثبت صحته وعندها سيظهر خطأ توقعاتهم، وهذا قد يعرضهم لفقدان المصداقية.

المهم هنا، أن وجودي في ساحة التنبؤ الجوي المحلية، خلق حالة من المنافسة استفاد منها المواطنون الأردنيون، وبدأت دائرة الأرصاد بالتطوير لتكسب ثقة المواطنين. كان موقع دائرة الأرصاد الجوية يتضمن ٢٧ مدينة فيما يتضمن موقعي الحالة الجوية ل ١٠٠ مدينة، طورت الدائرة نفسها ليتضمن موقعهم اليوم ٨٠ مدينة وهذه من النتائج الإيجابية للتنافس.

ظهورك على قناة رؤيا كمتنبئ  جوي  جعل الشهرة تتجاوز اسم  محمد  الشاكر لتصل إلى أن يصبح الوجه معروفا في الشارع الأردني أيضا، ماذا غير ذلك في حياتك؟

الحالة التي وصلتها هي تماماً عكس طبيعتي فأنا منذ صغري لا أحب الشهرة ولا الظهور، الآن لا يمكن أن أذهب إلى مكان دون أن يسلم علي الناس في الشارع، أو يأتوا للتحدث معي، أو حتى أرى في عيونهم أنهم عرفوا من أنا.

أنا سعيد جدا بثقة الناس ولكن همي الكبير الآن أن أبقى على طبيعتي دوماً وأحافظ على التواضع.

هل هناك أي دعم أو تواصل حكومي معك الآن، وماهو شكله؟

نعم، هناك اتصال مع وزير النقل علاء البطاينة، شجعني هذا التواصل، وأيضاً مدير الأمن العام حسين المجالي الذي يتصل بي دائماً لمعرفة الحالة الجوية والعواصف والمنخفضات، تدعمني مكالمات المجالي كثيراً ويعجبني إخلاصه في عمله، فهو متواجد في كل مكان، حتى أنه ترك عزاء ابن أخته قبل شهر ليتواجد في الجنوب في آخر عاصفة ثلجية ليشرف ويساعد في إنقاذ الناس هناك . يعجبني هذا النموذج وأتمنى أن أكون مثله دائماً.

غيرتَ حديثاً اسم الموقع الالكتروني منطقسالأردن”  إلىطقس العرب، ماهي الأسباب لذلك؟

أنا لدي الآن شركة رسمية للطقس، وهدف هذه الشركة التنافس مع شركات الطقس العالمية. محتوى الطقس العربي غائب تماماً عن شبكة الإنترنت، بينما هو أساسي لمحتوى الطقس العالمي، حتى فكرة النشرة الجوية مختلف عالمياً عن الدول العربية؛ فقرة النشرة الجوية مهمة جدا في محطة ال CNN بينما هي بسيطة حتى في أكبر محطاتنا الإخبارية العربية.

كما أن الوطن العربي يتميز بأقاليم مناخية متعددة ومثيرة. كل هذا دعاني للعمل على موقع شامل لكل المدن العربية وتلبية احتياجات الناس من المعرفة في هذا الموضوع، بدلاً من اللجوء إلى المواقع الأجنبية التي لا تعطي صورة مفصلة كما يرغبها القارئ.

 يتضمن الموقع ٤ أقسام لكل مدينة: أخبار الطقس، خريطة الطقس، الطقس ل ٥ أيام، والطقس ساعة بساعة وهذه الخدمة الأخيرة لا يقدمها عن الدول العربية سوى موقع طقس العرب.

كتبت عنك وكالة كونا الكويتية وعن تجربتك الناجحة، فهل هناك تفاعل عربي آخر مع الموقع؟ وكيف استطعت الوصول للمواطنين العرب وتشجيعهم على الدخول إليه؟

ينقسم هذا الموضوع إلى ٣ أقسام، الأول هو أهالي الدول المجاورة الذين كانوا يدخلون إلى موقع “طقس الأردن” لمعرفة الطقس في المناطق القريبة من دولهم، وبعدها يقيسوا ما قرؤوا على دولهم ليصلوا لأقرب تقدير عن حالة الطقس لديهم.

وهؤلاء لاحظوا التوسع الذي قمنا به على الموقع واستمروا بمتابعته.

القسم الثاني، دول المغرب العربي بحالاته الجوية النادرة، تواصلنا معهم عن طريق إعلانات في Google و ال Facebook,  كما أننا قمنا بخطوة إضافية، وهي متابعة مصطلحات النشرة الجوية لديهم واعتماد هذه المصطلحات في موقعنا حتى تكون مألوفة وسهلة لديهم، اكتشفنا مثلاً أنهم يقولون “ثلوج معتبرة” بدلاً من “ثلوج غزيرة”، وهكذا.

والقسم الثالث دول الخليج، بحالاته الجوية النادرة، لذا فالموضوع مرغوب لديهم جدا ومتابعته مهمة بالنسبة لهم، ونحن نتواصل معهم عن طريق نشر إعلانات عن موقعنا في منتدياتهم على الإنترنت، وبدأنا باستقطاب عدد جيد إلى الآن.

ماهو الجديد لديك في الفترة القادمة؟

سنقوم بتطوير الموقع بحيث يستطيع المواطن العربي أن يذهب إلى صفحة بلده مباشرة دون المرور على الصفحة الرئيسية واختيار بلده من هناك، و سيكون هذا التطور جاهزا خلال شهر من الآن.

سمعنا برغبتك بالالتحاق في معهد الإعلام الأردني، ما هي الأسباب التي  دفعتك للتوجه نحو المعهد؟

أحب التواصل مع الناس بأفضل الطرق، وأخطط للالتحاق بمعهد الإعلام الأردني للحصول على درجة الماجستير في الصحافة والإعلام، لأنني عرفت ممن هم حولي أن حجم الاستفادة من هذا المعهد كبير، وبنظري هو جهة مهمة وقد تكون الوحيدة التي تعتني بالإعلام من الناحية العملية وليس بالطريقة التقليدية، وأنا مهتم بتطوير معارفي الإعلامية للوصول لأكبر عدد من الناس بطريقة مهنية.

This entry was posted in Media and tagged . Bookmark the permalink.

Leave a comment